Philosophie-premier thème du baccalauréat


abbaz fatna (?) [2 msg envoyés ]
Publié le:2009-12-30 18:11:40 Lu :9626 fois
Rubrique :Cours de philosophie  


الوضع البشري
يثير الوضع البشري ما يثيره أو يطرحه الوجود البشري من قضايا معقدة قدر تعقيد الإنسان ذاته فهو كائن فوق امتلاكه ملكة العقل يمتلك وعيا وفرادة وحرية وهي مقومات تسمح بالتعامل معه ككائن له خصوصيات إذ يمتلك الوعي بوجوده وكينونته والوعي بما يحيط به والوعي بمجموع العلاقات مع المحيط ومع الغير ولعل أهم المفاهيم المتفرعة عن الوضع البشري العلاقة مع الذات أو الأنا من خلال مفهوم الشخص والعلاقة مع الإنسان الآخر أي الغير ومن ثم ينفتح الوضع البشري على مفهومين هما الشخص والغير
1. الشـــــــخـــــــــــــــــــص
ما هو الشخص؟ تحيل كلمة الشخص في التداول العادي على الفرد الإنساني بما يحمله من معاني الهوية الداخلية التي لا يعيها ولا يدركها إلا الأنا ذاته.ولعل هذا المعنى المنغلق الذي تحمله الكلمة قد يتقاطع مع المعنى المعجمي لكلمة persona التي تعني القناع الذي يحمله الممثل على خشبة المسرح فيخفي بذلك شخصه الحقيقي ويتقمص شخصية أخرى وهذا التمايز بين الخارجي والداخلي هو الذي يعتمد للتمييز بين الشخص والشخصية فإذا كان الشخص معطى داخلي يتوقف على الإدراك الذاتي للأنا فإن الشخصية هي مجموع الصفات والخصائص والمميزات التي تعين الفرد وتحدده وتميزه عن غيره باعتبار أن كلمة الشخصية واشتقاقاتها في اللغة العربية على الأقل تفيد معنى الظهور والوضوح والتميز وإذا كانت الشخصية موضوع اهتمام علمي خاصة العلوم الإنسانية :كعلم النفس وعلم الاجتماع فإن الشخص كان موضوعا لاهتمام فلسفي حيث طرح الشخص كمفهوم فلسفي لما يحمله من تعقيد وأشكله فلقد كان الإنسان دائما موضوع اهتمام فلسفي في وجوده في خضوعه أو تمرده على ما يتحكم فيه من حتميات وإكراهات لتأثيره وتأثره بمحيطه ولطبيعته وتمرده على هذه الطبيعة. إلا أن تقدم المعرفة بالإنسان فتحت هذه المعاني على بعضها فغاب التمييز بين الداخلي والخارجي أي بين الشخص والشخصية كنتيجة لتطور العلوم الإنسانية وكنتيجة لانفتاح الفلسفة على نتائج هذه العلوم واستفادتها منها ويظهر أن الاهتمام الفلسفي العلمي بالإنسان أدى إلى طرح الإشكالات التالية :
1 - ما هي حقيقة الهوية الشخصية ؟يمكن طرح الإشكال بصيغة التساؤل عن حقيقة هوية الشخص بين الثبات والتطور أي هل هوية الشخص ماهية ثابتة أم متغيرة متطورة ضمن إطار العلاقات التي يكونها الفرد مع المحيط والمجتمع والغير ؟ وهل هذا الإحساس بالأنا كهوية متواتر ثابت أم متغير متطور مع ما يطرأ على الشخص من تحولات وما يعيشه من أحداث ؟ذلك أنه إذا كان وجود الإنسان ووعيه بكينونته معطى جاهز لديه باعتباره إنسانا فإن هذا الوعي وهذا الإدراك يتم عبر خصوصيات تميز الكائن البشري في علاقته بما هو نفسي أو اجتماعي أو تاريخي وانشغال الفلسفة بهذا الموضوع-الإشكال أدى إلى صياغة المواقف والأطروحات التالية:
الطرح التقليدي للمسألة:ساد الاعتقاد لدى الفلاسفة بأن الأنا أو الهوية الذاتية معطى قبلي جاهز، وهذه الهوية هي امتداد للجوهر الفلسفي أو الماهية أي أن الإنسان في حقيقته جوهر قار ثابت في مقابل الصفات العرضية التي يمثلها الجسد ولعله لهذا السبب نجد الفيلسوف اليوناني القديم أرسطو يطرح مسألة الهوية طرحا منطقيا ينبني على المطابقة من عدمها انطلاقا من قانون الهوية أي أن الشيء هو ذاته (الهو-هو) وقد امتد هذا التصور إلى الفكر الإسلامي ممثلا في ابن سينا حينما جعل هوية الشخص امتداد واستمرار قار ثابت لا يقبل التغيير وهو في هذا الصدد يقول:( تأمل أيها العاقل في أنك اليوم في نفسك هو الذي كان موجودا جميع عمرك ...وهذا الذي يبقى ثابتا هو ماهية الشخص التي لا يغفل عنها حتى النائم في نومه والسكران في سكره لا تغرب ذاته عن ذاته).
وفي الفلسفة الحديثة مع ديكارت استمر هذا التصور الماهوي لحقيقة الأنا الذاتي مع ربطه بمعطيات فرضها النسق الفلسفي لديكارت بانطلاقه من الكوجيطو:( أنا أفكر إذا أنا موجود)فيترتب عن ذلك أن الأنا يوجد انطلاقا من فعل التفكير وهو يتمتع بالاستمرار انطلاقا من فعل التفكير.
التصور المعاصر :تنطلق الفلسفة المعاصر كنتيجة لانفتاح مفهوم الشخص على الخصائص السيكولوجية والسسيولوجية للشخصية من ضرورة النظر إلى الهوية الذاتية في إطار تطورها وتأثرها بخبرات الماضي وصبوات المستقبل والظروف والعوامل المحيطة بالفرد بحيث يغيب التمييز بين الشخص والشخصية كالتمييز بين الداخلي الشخص والشخصية :ويمكن رصد بعض الأطروحات المعاصرة في معالجتها لهذا الموضوع كالآتي :
الأطروحة القائلة بالهوية المتغيرة المتطورة للشخص: جاءت هذه الأطروحة كرفض للتصور الماهوي ومضمون هذا الموقف أن الإحساس بالأنا قد يبدو على أنه وجود مستمر لا يتغير قار وثابت بل وحتى ماهوي إلا أن الوقائع تكذب هذا الإحساس فالنائم يمتلك أنا متخيل يفتقده في حال اليقظة كما أن حالات فقدان الذاكرة تضع هوة بين أنا اليوم وأنا الأمس وفي بعض الحالات المرضية كحالة الفصام يعيش الفرد بأنا متعدد . وهذا يبدد الوهم بثبات الأنا كمفهوم ماهوي جوهري،فتواتر الهوية واتساق المزاج أكبر دليل على وحدة الشخص كما أن ترابط الذكريات يؤيد هذا التصور عن الهوية الشخصية التي ليست في النهاية غير شيئين أساسيين دوام نفس المزاج مما يطبع الفرد ويعطيه هوية تميزه عن غيره فما يميز الإنسان ككل ليس هو ذلك الفعل القطيعي الذي يجعل السلوك نمطيا متشابها (سلوك القطيع) بل إن ما يميزه هو الطابع الفردي الوحيد الذي يجعل كل واحد منا هو واحد بالنسبة إلى ذاته وبالنسبة إلى غيره كما أن ترابط ذكرياتنا يجعلنا نعي جيدا أن حالاتنا النفسية تيار دافق لكنه مترابط وهو في ترابطه ينعش ذاكرتنا ويحطم وهم الهوهو القار الثابت.وقد سارت العلوم في نفس الاتجاه خاصة في مجال السسيولوجيا حينما حصل الانتباه إلى ما يحمله الفرد من أنا متعدد هو في تعدده لا يفسد وحدة هويته من قبيل ذلك ما انتهى إليه عالم الاجتماع الفرنسي رالف لنتون من تمييز بين الشخصية القاعدية أو الأساسية للمجتمع بأكمله وبين الشخصية الوظيفية التي يضطر الفرد فيها إلى تقمص شخصيات متعددة تبعا للوضع الاجتماعي الذي يوجد فيه.وينضاف إلى هذا الموقف الأطروحة السيكولوجية بالشكل الذي صيغت به مع مدرسة التحليل النفسي لفرويد:
يمثل اشتغال فرويد على الشخصية في جوانبه العلمية نموذجا للأطروحات التي أثارت الكثير من الجدل حول مدى مصداقية ما يتحدث عنه ففي الوقت الذي ينظر فيه إلى التحليل النفسي باعتباره فتحا في مجال السيكولوجيا (علم النفس) يرى البعض الآخر فيه افتراضات تفتقر إلى الموضوعية فلقد قامت النظرية الفرويدية على اعتبار شخصية الفرد تركيب واندماج للقوى المتحكمة فيه بحيث يدور محور شخصية الفرد على الدور الذي يقوم الأنا في التوفيق بين قوتين متصارعتين متقابلتين هما الهو بكل ما يحمله من اندفاع الغرائز وضغطها والأنا الأعلى بما يمثله من قيم اجتماعية وأخلاقية وتتلخص وظيفة الأنا في إحداث التوازن فهو مضطر إلى التمويه على ضغوط الهو وتحويلها ومضطر إلى الإنصات إلى أوامر الأنا الأعلى.ولقد سعى تلاميذ فرويد إلى تطوير التصور الافتراضي الذي انطلق منه فرويد عندما وضعوا الأنا في مواجهة قوى ثلاث هي الهو بدوافعه الفطرية والأنا الأعلى بنظامه القيمي والواقع باعتباره مجال قمع اللذات .
استنتاج: ينتج عن التصورات المعاصرة للشخص تجاوز الفصل التقليدي بين ما هو علمي وما هو فلسفي :فلقد ساد الاعتقاد بأن مفهوم الشخص مفهوم فلسفي يحيل على الأنا وهو بذلك يطرح إشكالا فلسفيا يرتبط بتحقيق الوعي بالأنا في حين أن مفهوم الشخصية مفهوم علمي يتم التساؤل فيه عن كيف يبنى وتتكون أنظمته والحال أن هذا التمييز يمكن تجاوزه بالنظر إلى هوية الفرد في تطورها وتأثرها بالذكريات والماضي وتأثرها في بنائها بما يحيط بالفرد من قيم وعادات وتقاليد ومجتمع فلقد أسس علماء الاجتماع تصورهم للشخصية على تأثرها بالمحيط الاجتماعي وإذا كان هذا الموقف لا يحتاج إلى مرافعات للدفاع عنه فإن المدرسة الاجتماعية الفرنسية بنت موقفها على الشخصية النمطية التي يخلقها المجتمع في كل فرد من أراده وقد كان ذلك مع عالم الاجتماع الفرنسي دوركايم إلا أن رالف لنتون انتهى في معرض حديثه عن أثر المجتمع في بناء الشخصية إلى أن أي مجتمع يخلق في كل فرد من أفراده شخصيتين إحداهما تمثل القاسم المشترك بين كل أفراد المجتمع الواحد وسماها الشخصية الأساسية بينما الاختلافات بين الأفراد رغم انتمائهم إلى نفس المجتمع تحددها شخصياتهم الوظيفية وهذه تختلف من فرد لآخر حسب انتمائهم الطبقي أو المهني أو الوظيفي أو مستوى التكوين أو الجنس أو السن... كما راهن الموقف السيكولوجي مع فرويد على البنية الدينامية للأنا باعتبار أن الأنا يتكون من خلال بنية صراعية تتكون من الهو والأنا الأعلى وسلطة الواقع ويظهر أن الهدف من طرح هذا الإشكال هو تجاوز التصور الماهوي والتأكيد على تأثر الفرد في شخصه بكل ما يحيطه ويشكل الجزء الأساسي من أناه .
2 - ماهي القيمة الأخلاقية للشخص ؟هل هو غاية في ذاته أم وسيلة لتحقيق غايات؟
يعود سبب طرح هذا الإشكال الخلل الذي أحدثته التصورات الرأسمالية للإنسان باعتباره هو أيضا سعر شأنه شأن البضاعة بل سعت التصورات الاقتصادية التي رافقت الماركسية هي نفسها إلى تحويل العلاقات السائدة بين البشر إلى مجرد علاقات إنتاج قائمة هي أيضا على أساس اقتصادي الشيء الذي كان لا بد من أن يقود على طرح التساؤل حول إنسانية الإنسان وهل من المشروع تشييؤه ؟وما هي القيمة الأخلاقية التي يختزنها ويتميز بها؟
توجهت الفلسفة المعاصرة مند ظهور الوجودية و موجة الرجوع إلى الإنسان إلى التعامل بشكل خاص مع كائن يطرح وجوده الكثير من علامات الاستفهام ويثير وجوده بالنسبة إليه الكثير من أشكال القلق وإذا كانت الوجودية مع كيركجارد وسارتر قد ربطت هذا الإحساس بالنسبة للإنسان بما هو وجودي فقط فإن التوجهات الأخلاقية في الفلسفة قد راهنت على وجه الخصوص على ما للإنسان من بعد أخلاقي وأهم الفلسفات التي رجعت إلى الإنسان انطلاقا من هذا البعد :
موقف الفلسفة الشخصانية:ترى الأطروحات الوجودية والشخصانية أن الإنسان ليس شيئا قابلا للتعريف فما يقبل التعريف هو الأشياء المادية صحيح أنه يمكن مقاربة الإنسان مقاربة فزيولوجية في مكوناته المادية أما ما يكون عليه هو بالفعل كذات وكوعي واستقلال فهذا هو ما يجعل منه فعلا إنسانا يحظى بقيمة أخلاقية ويتجاوز كل سعر فهو في النهاية غير قابل للتحديد والتشييء ومما ابتدعته الوجودية في هذا الصدد ضرورة الاعتراف لهذا الشخص بخصوصيته وفرادته واستقلاله فهو وعي وإرادة تجعل من كل فرد كائنا مختلفا.ونفس هذا التصور تبنته في القرن 19م في ألمانيا فلسفة كانط الأخلاقية التي ترى أن ما يميز الإنسان هو اعتباره عقلا أخلاقيــــا
ذلك أن هذا الفيلسوف لا ينظر إلى الإنسان انطلاقا من تميزه بملكة التفكير فقط كما اعتقد ديكارت بل يمتلك إلى جانب ذلك عقلا أخلاقيا هو ما يجعل منه إنسانا وهو مصدر كرامته وما يجعله جديرا بكل احترام .
استنتاج: يظهر أن التعامل مع الإنسان هو تعامل خاص في الفلسفة ففي الوقت الذي تسعى فيه العلوم والمعارف إلى التعامل معه كمادة أو كموضوع للدراسة فإن الفلسفة تنظر إليه كغاية تتحقق من خلال مميزات ترتبط بالإنسان فقط لعل من أهمها العقل والإرادة والفعل والحرية وهو بذلك كائن يتجاوز كل قيمة ،ومصدر هذه الخصوصية في التناول يعود على وجه الخصوص إلى ما انتهى إليه القرن العشرين وما شهده من أحداث تمثلت أهمها في الحربين العالميتين والصراعات الباردة والساخنة التي أعقبتها ثم الرأسمالية في قطبها الاقتصادي الواحد والمتوحش الذي عرفه نظام العولمة الاقتصادي فأدى إلى تراجع مكانة الإنسان بعد أن كانت الفلسفة قد أفردت له مكانة خاصة مند القرن 17/18 م فكان لا بد من الارتداد للإنسان والرجوع إلى الاعتراف بمكانته وأهميته.ويقرر الكثير من الفلاسفة أن حرية الاختيار تبقى أهم ما يميز الإنسان.
3 - هل يملك الإنسان الحرية ليكون ما يريد أم يخضع لاكراهات تحد من حريته؟
إن وقوع الإنسان بين الحتمية والحرية وإن كان إشكالا طرح بين الفلسفة والعلم أي التناول العلمي للإنسان والذي يجعل منه كائنا يخضع لحتميات تتحكم فيه بدأ من البيولوجيا و قوانينها إلى المجتمع إلى الجوانب النفسية فإن الفلسفة رغم مراهنتها على ما يميز الإنسان من حرية لا تخلوا هي أيضا من تصورات وأطروحات تمثلت أهمها كالآتي:
أطروحة الفلسفية العقلانية :وتتركز حول انتقاد مفهوم الحرية كما ورد في الفلسفة وكما ارتبط بالإنسان بل وكثيرا ما هللت الفلسفات لاعتبار الإنسان متميز بالحرية وهذه المبالغة في تقدير الحرية راجعة على وجه الخصوص إلى جهل بالأسباب التي تكمن وراء الفعل فالإنسان لا يوصف بالإرادة بل تتحكم فيه قوى أخرى خارجية تجعل حتى الجمادات تتحرك تحركا ذاتيا يمكن أن يغيب الأسباب الحقيقية وراء الفعل والمنطلق الذي يمثل علتها وقد انتبه اسبينوزا مثلا كرائد من رواد الفلسفة العقلانية على ما يوجه الإنسان من نوازع ودوافع و غرائز تزيل عنه كل حرية .
أطروحة الفلسفة الوجودية : اعتبرت الفلسفة الوجودية دفاعا عن الحرية المطلقة للإنسان فهو يفعل بنفسه ما يشاء أي أن الإنسان ليس شيئا آخر غير ما هو صانع بنفسه فهو الذي يختار بمحض إرادته مجبر على أن يختار لدرجة أن حتى عدم الاختيار يعتبر اختيارا وهو حينما يختار يتحمل مسؤولية اختياره فلقد انطلقت الوجودية من مقولة أن الوجود سابق على الماهية :لا يتعلق الأمر هنا برفض التصور الماهوي للإنسان فقط بل يتعلق الأمر أيضا بالتأكيد على أن الإنسان يوجد أولا ثم يصنع بنفسه ما يشاء ويختار تبعا لذلك ويتحمل مسؤولية اختياراته ،وهذا هو ما دافع عنه سارتر عندما جعل من الإنسان كائن يختار ويتحمل مسؤولية اختياره فهو إذا حر.
استنتاج:إن التفكير في الإنسان بين الحتمية والحرية وإن كان يقع عموما بين العلم والفلسفة فإن الفÙ
Moteur de recherche

Derniers articles sur le forum
LE PERE GORIOT  Vu 1695 fois
Anarchie  Vu 836 fois


confidentialite